تصريح من وزير الطاقة و التعدين المكلف م. خيرى عبد الرحمن بتاريخ 15 يناير 2021م تحت عنوان ( فتح جديد للسودان فى مجال الطاقة ) جاء فيه ( ممثلة في معالي الوزير دان برويليت دعتنا وزارة الطاقة الأمريكية الي اجتماع اسفيري عبر تقنية البرامج المرئية مشيرين فيها الي انها تأتي كإمتداد لحوار تم بينه ومعالي وزير الطاقة والبنية التحتية الأماراتي ، أقيم الإجتماع مساء الأمس وضم وزراء الطاقة المصري والبحريني والمغربي بالإضافة الي وزير الطاقة الأمريكي ووزير الطاقة الأماراتي الذان قادا المبادرة لهذا الإجتماع واطلقا عليها (المبادرة الإبراهيمية للطاقة في الشرق الاوسط و شمال افريقيا) ، وهو ما يفسر وجود الوزير الاسرائيلى فى الاجتماع ،
كما رحبت كثيرا بالمبادرة وقلت رأينا في مبادرة الربط الكهربائي الإقليمي بالتركيز علي تجويد الربط القائم مع الشقيقة مصر واثيوبيا وفرص زيادة ذلك مستقبلاً، وكذلك استعرضت مشاريع الربط الكهربائي التي اعددناها داعيا امريكا ودول الخليج الي الاستثمار فيها ودعمها باعتبارها الحل السريع الذي يخدم السودان بتغطية العجز الكبير في الكهرباء، الي أن يتم إنشاء محطات توليد جديدة،
كذلك اوضحت بالتفصيل تركيزنا علي مشاريع الطاقات المتجددة واننا في السودان أكملنا دراسات أكدت توفر حوالي 2 قيقاوات من الطاقة الشمسية بالإضافة الي 1.6 قيقاوات من طاقة الرياح، وأننا جهزنا مشاريع للمرحلة الأولي تصل الي 800 ميقاوات جاهزة بأراضيها والخطط الفنية لربطها بالشبكة القومية. وأوضحت ان خطتنا تتواصل SDG وتصل الي عام 2035 حيث لينتقل الانتاج الكهربائي من ( 3600) ميقاواط حاليآ الى (15000) ميقاواط فى عام 2035م ، و اختتم السيد الوزير تصريحه بملاحظة ثانوية على حد قوله ، جاء فيها ( قطع الانترنت من طرفنا مع بداية كلمة الوزير الاسرائيلي، وكنا مضطرين ان نستخدم تقنية خاصة لنتمكن من الدخول في الاجتماع الافتراضي بالنظام الأمريكي ) ،
لا شك ان هذه الملاحظة ليست ثانوية ، لاسيما وان السيد الوزير لم يفصح عن المدة التى استمر فيها انقطاع الانترنت ، و هل فاته حديث الوزير الاسرائيلى او جزء منه ، و ما دليله ان الانترنت ( قطع من طرفنا) ؟، و لماذا لم يتم تحسبآ استخدام التقنية الخاصة منذ البداية؟ من جانبى استوضحت من شركات تقديم خدمات الانترنت ، و نفوا بشدة حدوث انقطاع للانترنت فى يوم 14 يناير، و عليه ما كان للسيد الوزير بان يجزم بان ( قطع الانترنت تم من جانبنا) ، السيد الوزير اصدر تصريحه يوم 15 يناير، و اشار الى ان الاجتماع ( تم امس ) ، اى فى يوم 14 يناير ،
الاجتماع عقد تحت عنوان ( المبادرة الابراهيمية للطاقة فى الشرق الاوسط و شمال افريقيا) ، وحضوره من الدول التى طبعت ، او لها علاقات مع اسرائيل ، و كان غريبآ مشاركة وزير الطاقة و التعدين فى هذا الاجتماع، و الدخول فى تفاهمات و اتفاقات ( ابراهيمية ) تشمل اسرائيل قبل اجازة الاتفاق الذى وقعه وزير العدل داخل السفارة الامريكية ، و لم ينشر ، او يطلع عليه احد ، كما ان المجلس التشريعى الذى يفترض به اجازته لم يكون بعد ، و عليه فان السيد الوزير خالف قرارات حكومته و اعلانها مرارآ ان اى اتفاق مع اسرائيل لن يعمل به الا بعد اجازته من المجلس التشريعى ، و بالطبع لا يعد الوزير مخالفآ لقرار سابق اتخذته الحكومة، تم تعديله سرآ ،
المؤلم حقآ ان السيد الوزير تعتريه غبطة عارمة وهو يبشر بان انتاج الكهرباء سيصل الى (15000) ميقاواط فى عام 2035م ، ( ربنا يديكم طولة العمر ) ،وهى تمثل اقل من احتياج البلاد الحالى( حوالى 67% من السودانيين لم تصلهم خدمات الكهرباء) ، كما ان صناعة صهر الحديد الخام فى البجراوية و دنقلا و مروى لوحدها تحتاج الى حوالى (6000) ميقاواط ، مع العلم ان خام الحديد المكتشف فى هذه المناطق يقدر بحوالى (200) مليون طن تقدر عائداتها بحوالى (200) مليار دولار ، وكانت هناك مشروعات افترضت الوصول الى انتاج (15000) ميقاواط فى عام 2020م ،تشمل انشاء محطات حرارية ( كهرباء الفولة ، بورتسودان ، الباقير ، .. الخ) ، و الطاقة الشمسية ، و طاقة الرياح فى ( غرب ام درمان، دنقلا، نيالا، طوكر، بورتسودان، الضعين .. الخ ) ، بالاضافة الى التوليد المائى المفترض فى ( 6) سدود على النيل ، مهم جدآ ان نشير الى ان ال (800) ميقاواط التى اشار اليها سيادته ،تم الاتفاق حولها دون عطاءات و لم يتم التقيد بقانون الشراء و التعاقد ، وهى اتفاقات فضفاضة لم تراعى الاشتراطات الفنية ، و القوانين السودانية و كيفية فض النزاعات ، سؤال ضرورى للسيد الوزير هل تم تجهيز البنية التحتية من خطوط نقل و محطات تحويلية لاستقبال هذا الربط الموعود ، حاليآ الربط المصرى ممكن ان يصل الى (300) ميقاواط ، بينما تجهيزات الجانب السودانى لا تستوعب هذه الطاقة ( الربط الان من 50 الى 70 ميقاواط )، كما ان الربط الاثيوبى المفترض من سد النهضة (3000) ميقاواط ، يظل اضغاث احلام ، لسببين اولهما ان الجانب الاثيوبى لن يوقع اتفاق ملزم لا فى الربط الكهربائى، و لا فى الادارة المشتركة للمياه ، و السبب الثانى وهو الاهم ، ان الجانب السودانى لم يجهز الانشاءات و خطوط النقل و المحطات التحويلية التى تنقل هذه الطاقة الى الشبكة القومية ، فضلآ عن خطوط النقل فى هذا القطاع لا تتحمل نقل هذا القدر من الطاقة ، وتطويرهذه الخطوط الناقلة و توسعتها تتطلب مليارات الدولارات ،
ان ربط مستقبل الامداد الكهربائى باتفاقيات الربط الشبكى و الاعتماد عليها بهذه الطريقة يشكل تهديدآ للامن القومى السودانى ،و ياتى الاتفاق الابراهيمى ليؤكد افتقار بلادنا لاى رؤية وطنية استراتيجية لصناعة الكهرباء ، حيث لا تحتاج اى دولة معتدية لقصف محطات الكهرباء ، عليها فقط قطع الربط الشبكى لتدخل البلاد فى اظلام تام ، الآن نحن ندخل فى عهد الانتداب الابراهيمى.
التعليقات مغلقة.