معظم الذين تابعوا حديث السيد ياسر سعيد عرمان لتلفزيون السودان عقب اختياره مستشار سياسي لرئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك اندهشوا لبعض المبررات التي قدمها في سياق الحديث عن أسباب قبوله بالمنصب وهو الذي كما أشار رفض منصب وزير الخارجية كما اعتذر عن تولى العديد من الحقائب الوزارية الأخرى …
لم يوضح عرمان أسباب رفضه لتولي تلك المناصب ولكنه اسهب في توضيح أسباب قبوله بمنصب مستشار سياسي لرئيس الوزراء وحدد عرمان بأنه تولى المنصب من اجل قضايا محددة أوضحها في سياق حديثه للتلفزيون القومي ، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة مفاده كيف يرفض السيد عرمان موقع بأهمية وزير منصب وزير الخارجية ثم يأتي ويقبل بمنصب مستشار سياسي ؟.
لا أحد يشكك في مواقف ياسر عرمان ونضالاته المشهودة ، ولكن من الواضح أن رفضه أو اعتذاره عن قبول مجموعة مناصب على راسها الخارجية والثقافة والإعلام وراءه شيء ولا نريد أن نقول بأن عرمان ربما يكون قد خشي (الفشل) ، كما أن (الحماس ) الذي أظهره (عرمان) من خلال حديثه للتلفزيون أصاب العديد من أنصار النظام البائد بالتوجس، ولا شك أن الكل يعلم العداء التاريخي بين عرمان والاسلاميين، علما بأن إحدى تصريحات ياسر عرمان عقب اتفاقية سلام جوبا وجدت ارتياحا وسط الإسلاميين وبعضهم أكد من خلال حديث المجالس أن عرمان اليوم قيادي ناضج سياسيا ويفكر كرجل دولة وينظر لخلافاته مع الآخر برؤية عقلانية لا تخلو من تفكير سياسي حذر .
سيبذل أقصي مايملك..! ثقتي كبيرة بأن السيد ياسر عرمان سيبذل أقصى جهده من أجل تقديم خلاصة خبراته وتجاربه في ميدان السياسة والذي خبره عرمان وكثيرا ما تعرض (لفاولات)خطيرة من خصومه ومعارضيه والذين يختلفون معه فكريا وسياسيا وايدلوجيا ، ولكن (عرمان) يمتلك شجاعة المواجهة كما أنه سياسي غير تقليدي ولا يتردد في إعلان مواقفه والتعبير عن فكرته بطريقة أقرب إلى المباشرة، ولن يتعثر عرمان بالرغم من أن الملعب السياسي (مبتل) ولا يخلو من كل أسباب (الوحل وربما الانزلاق). فرمالة خصوم عرمان….!
خصوم عرمان عندما يفقدون المنطق فإنهم يذهبون في اتجاه وصف ياسر عرمان (بالشيوعي) ، ولكن كان أمام الرجل أكثر من فرصة لإعلان ذلك وتحقيق العديد من المكاسب السياسية والأدبية ولكن في تقديري أن التجربة صقلت عرمان وجعلته ينضج فكريا على نار هادئة لذلك فإنه لا يمكن أن يبتلع اي (الطعم ) او ينساق وراء تيار العاطفة.
حمدوك لديه رأي. ..!
من المؤكد أن الدكتور عبد الله حمدوك يرى في السيد عرمان ما لا تراه زرقاء الساحة السياسية اليوم ، وإلا لما ظل حوار إقناعه لعرمان بذلك المنصب مستمرا لمدة (6)أشهر ، قبل أن يوافق الرجل ويتقدم لتولي المنصب …
عرمان (مذاكر ) للساحة السياسة ومستوعب لتفاصيل المشهد السياسي ويمتلك القدرة الكافية على تقديم الاستشارة للسيد رئيس الوزراء في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة وفي وجوده في منصب مستشار رئيس الوزراء ما يجعل الحركات الموقعة على سلام جوبا أكثر اطمئنانا على ان عملية تنفيذ بنود الاتفاقية ستمضي بكريقة سلسة ،بالإضافة إلى حالة الارتياح التي حدثت لدى حكومة جنوب السودان وقيادات الوساطة الجنوبية عقب إعلان تعيين عرمان مستشارا سياسيا لرئيس الوزراء .
مهمة صعبة..!
كل المؤشرات تؤكد بأن ياسر عرمان أمام مهمة صعبة جدا ولكنه قادر على أن يقدم أداء جيدا في العديد من الملفات وعلى رأسها ملف علاقة الحكومة الانتقالية بالثوار ولجان المقاومة والتي كانت قد شهدت بعض التراجع والفتور ، قبل أن تستعيد حيويتها في الفترة الأخيرة .كما سيكون عرمان مفيدا في متابعة تنفيذ كل ما يتعلق باتفاقية سلام جوبا وقد يلعب دورا أبعد باقناع الأطراف الممانعة والتي لم تجلس للتفاوض مع الحكومة بالرغم من النداءات المتكررة من الجميع .
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
السابق بوست
التعليقات مغلقة.